اليكم هذه الإقتباسة:
” لم أعثر على فأسي ، فإشتبَهت بأن ابن جاري قد سرَقه مني ، فشرعت بمراقبته.
فكانت مشيته ، مشية نموذجية لسارق فأس. وكان الكلام الذي ينطق به ، مثل كلام سارق فأس.
وتصرفاته تفضحه و كأنه سارق فأس. فبتُّ ليلتي ساهراً حزيناً أضناني التفكير مما جرى لي مع ابنجاري.
وبصورة غير متوقعه و بينما كنت اقلّب التراب ، عَثرت على الفأس! وعندما نظرت الى ابن جاري فياليوم التالي من جديد ، لم يظهر لي شيء .. لا في مشيته و لا في هيأته و لا في سلوكه يوحي بأنهسارق الفأس ..
ليلة امس كنت أنا أكبر سارق ! فعندما اتهمت ابن جاري ظُلماً ، سرقت أمانته و براءته !
وعندما بِتُّ في حزنٍ و أرق ، سرقت يوماً من حياتي “
في أحايين كثر تحكمنا مشاعرنا و شكوكنا و ظنوننا فنخطىء الحكم و نسيء لمن حولنا فسوء الظن
قد يجعلك تتخيل ما لا يوجد بينما حسن الظن قد يجعلك تتجاهل ما هو مؤكد فحياتنا من صنع أفكارنا!
عندما يتعرض الإنسان لشيء مفاجئ كتصادم او سقوط او اي حدث مصيري، تأتي ذاكرة الحياةكشريط مختصر ومكثف للغاية مدته اجزاء من الثانية. في هذه الأجزاء من الثانية يرى الأنسان أهممحطات حياته. يا ترى ما هي محطاتنا الرئيسية؟ هل هي احتدام وشكوك وصراعات يومية مع الآخرينأم هي محاولات لصنع السعادة وإسعاد من حولنا وترك أثر في هذه الحياة العابرة بل الخاطفة؟
لنتمعن في هذه القطعة الفنية من ايليا ابو ماضي:
كُن غَديراً يَسيرُ في الأَرضِ رَقراقاً فَيَسقي مِن جانِبَيهِ الحُقولا
تَستَحِمُّ النُجومُ فيهِ وَيَلقى كُلُّ شَخصٍ وَكُلُّ شَيءٍ مَثيلا
لا وِعاءً يُقَيِّدُ الماءَ حَتّى تَستَحيلَ المِياهُ فيهِ وُحولا
كُن مَعَ الفَجرِ نَسمَةً توسِعُ الأَزهارَ شَمساً وَتارَةً تَقبيلا
لا سُموماً مِنَ السَوافي اللَواتي تَملَءُ الأَرضَ في الظَلامِ عَويلا
وَمَعَ اللَيلِ كَوكَباً يُؤنِسُ الغاباتِ وَالنَهرَ وَالرُبى وَالسُهولا
لا دُجى يَكرَهُ العَوالِمَ وَالناسَ فَيُلقي عَلى الجَميعِ سُدولا
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا
يا ترى، كم تعذبنا الظنون وتقض مضاجعنا الشكوك؟ وكم تغذي ارواحنا محاولات صناعة السعادةوعشق خدمة الآخرين؟
ان حياتنا اليومية مستلهكة بأنواع شتى من المماحكات التي من اليسير استبدالها بحسن الظن وحبالآخر وعندها ستكون الحياة زاخرة بالهناء والحبور.
لا أدعي أن المسألة سهلة ولكن الحلم بالتحلم والصبر يتمخض عن مصابرة وسنكتشف حينها أن حبالآخرين وحسن الظن الذي يأتي بطريقة ” لست بالخب ولا الخب يخدعني ” هو اسلوب مريح للعيشالرغيد حيث يكون القلب حينها مليئا بكل ما هو سار وطارداً لكل ما هو ضار.
أضاء الله طريقكم بالمسرات وجعل السعادة مآلكم والسؤدد رفيقكم،،،
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام