ورحلت نورة، ام الاوقاف وملحها

كوكب مضيء افل هذا الاسبوع بعد ان نشر الخير في كل الارجاء….

نبتت نباتاً حسناً في بيت علم وورثت اسمى المعاني اباً عن جد فهي ابنة العالم يوسف الملاحي وحفيدة الفقيه عيسى الملاحي وحفيدة الحافظة المحدثة مضاوي بنت صالح بن عبدالله الراجحي فهي سليلة المجد ووارثة العلم…..

انتقلت من قفار بحائل واقترنت بالشهم المفضال صالح بن عبدالعزيز الراجحي رحمه الله وهي ذات اربعة عشر ربيعا….

انها الملهمة نورة بنت يوسف الملاحي رحمها الله ، هذه المرأة المتميزة والمحتسبة…

اسم على مسمى فهي بحق ملح الاوقاف ورائدة الابتكار في تطوير العمل الخيري….

ابتليت بالمرض فزادها ذلك عطاءً وبذلا وامتد عطاؤها ليشمل الجميع وعلى رأسهم الضرائر في مشهد غير مألوف من مشاهد نكران الذات والتموضع في كل موضع خير وبر….

اسست وقفاً متميزا ومبتكراً وخارجاً عن النمط التقليدي فهي لا تؤمن بالقولبة النمطية بل بالتميز والسعي الى معارج لم يسبقها اليها احد والسباحة في بحور زاخرة ومخر عباب هذه التحديات لتأتي لنا بثمرة يانعة وشجر باسق وارف الظلال….

كانت رفيقة الكتاب وصديقة الوراقين وتعكف آناء الليل واطراف النهار على مكابدة امهات الكتب ومداولة المخطوطات في رحلة علمية آسرة وأخاذة وتسلب الالباب….

فوقف نورة الملاحي هو رائد التغيير والابتكار في القطاع الخيري وديدن التخصص وموئل الأثر وعنوان الانجاز….

كم تمنيت ان اثني الركب امام هذه الامثلة الوضاءة واساهم ولو بالنزر اليسير في النهل من معينها الصافي وتدوين سِفْر رحلة الخلود هذه ولكنها ساعة الرحيل ان ازفت ودنت فلا حول ولا قوة الا بذي الجلال والعزة…

فقْدُ نورة الملاحي عظيم ورحيلها جليل ولكن حسبنا في ذلك وسلواننا من بعدها اربعة ضراغم يحملون قبس ضياءها وستٍ من الماجدات يتفيأن بظلالها ويحملن مشعلها….

نعزي انفسنا ونعظم اجر العاملين بالقطاع الخيري وجميع محبي المرحومة بهذا الفقد الأليم. وانٌا على فراقك يا ام خالد لمحزونون….