إلتحقت بأرامكو السعودية في الهزيع الأخير من عام ١٩٩٠ ومنذ ذلك الحين وأنا أرتشف من هذا المعين الآسر وأنهل من معارفه الأخّاذة برحلة يومية ذات قيمة مضافة!
هذا الكيان لا يوفيه حقه مجرد مقال مختصر فالقصة طويلة والسيرة التي لم تروْ أطول وأعمق.
ولعلي أبرز بعضاً ونزراً يسيراً من هذه المناقب لهذه الشركة التي يزدان بها الوطن وتتلألأ بها أيامه ولياليه.
فقسم المواطنة والذي يُعنى بالمبادرات المجتمعية قام بتحويل التبرعات التقليدية لمشاريع تنموية مستدامة وبالذات في المناطق النائية والتي بدأت تؤتي ثمارها على هيئة أسر منتجة وبأسلوب عصري وإحترافي رائع. فقد تم الالتفات لمناطق المملكة المترامية وتحويل التحديات الى فرص كبيرة وواعدة ضمن قصة ملحمية مع الجمعيات الخيرية العاملة مما ساهم ببناء طاقات هذا الجمعيات وخلق فرص عمل كبيرة للشرائح المستفيدة.
أما تجربة برنامج ( واعد ) فحُق لأرامكو أن تبتهج بها. فهذا البرنامج قد ساعد رواد الاعمال من الشباب والشابات بتفجير طاقاتهم وبدء أعمال ريادية غير مسبوقة مما ساهم في دفع عجلة التطوير المجتمعي.
وتأتي حكاية حماية البيئة في هذه الشركة والتي ليست كالحكايات! فيكفي أن هناك المئات من أقدر مهندسي حماية البيئة السعوديين وأولئك الذين تم إستقطابهم من جميع أنحاء العالم ليس لهم هدف الا حماية البيئة! وللمعلومية، لم يحدث بتاريخ أي شركة نفطية في العالم أن أستثمرت مليارات الريالات للحفاظ على البيئة البحرية وتكوين جزر إنتاج صناعية كي لا تتأثر الجزر المرجانية كالتي خاضتها ارامكو في ملحمة حقل منيفة البحري! فقصة منيفة لوحدها تسطر بشأنها الروايات والعبر وتروى للاجيال بشكل مبهر ولافت!
أما مئات المدارس التي بنتها أرامكو فتضاهي أرقى مدارس النخبة العالمية. وتأخذ الشركة على عاتقها جميع الاعمال الخاصة بهذه المنشئات من صيانة ونظافة حتى يخيل للزائر أن هذه المدارس قد تم بناؤها للتو بالرغم ان بعضها ينيف عمرها على الأربعين سنة!
وتظل لمسات أرامكو في تخطيط الأحياء الجديدة وبطريقة معمارية رائعة ساكنة في قلب كل من سكن هذه الأحياء.
أما طريقة تأهيل المقاولين وبالذات السعوديين منهم ورفع المحتوى الصناعي المحلي عبر مبادرة ( إكتفاء ) فتعتبر أيقونة عطاء لرخاء الوطن. ولا يخفى على الجميع إبراز ارامكو لرجال الاعمال الأوائل وخلق فرص واعدة لهم في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى حتى اضحوا من قادة الاعمال على المستوى العالمي!
ويأتي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ( إثراء ) كجوهرة معرفية من جواهر الوطن والذي سيساهم في تعزيز المحتوى المعرفي كما سيكون رابطاً للوشائج الثقافية مع أصقاع المعمورة.
وأكاد أجزم أن لا شركة في العالم ترسل موظفيها قبيل تقاعدهم بأيام لدورات تدريبية في الشرق والغرب كما تفعل ارامكو حتى أضحت عملية التدريب والتأهيل ثقافة شركة وليست متطلبات وظيفة!
ولعلي أختم بهذا المثال الذي لا أعتقد أن هناك شركة بالعالم تقوم به. فالاهتمام بالموظف ليس فقط عندما يكون على رأس الوظيفة بل يتعدى ذلك بكثير. فأي شركة بالعالم، في الغالب، تنقطع صلة الموظف بها لما يتقاعد. هل تعلمون ان ارامكو تدفع مبلغا مجزياً ورواتباً لأرملة الموظف وذويه حتى بعد مماته بسنوات طويلة بعد التقاعد وبعد إحالته لنظام التأمينات الاجتماعية! هذا هو تعريف النبل والوفاء!
وأخيراً أيها القرّاء الأعزاء، الا تتفقون معي أن أرامكو، التي تجاوزت الثمانين ربيعا ولا تزال شابة، ليست مجرد شركة نفط وغاز وطاقة؟
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام