خاطرة اليوم: أعمل الخير ولا تبالِ!
بقلم/ أحمد بن صالح الرماح
يحكى أن رسّاماً عجوزاً كان يعيش في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعها بسعر جيّد ..
في يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له:
أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، فلماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟!
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء
وانظر إلى خبّاز القرية برغم أنه رجل فقير ذو عيال إلا أنه يعطي الفقراء خبزاً مجانياً كل يوم..
لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء. خرج الفقير منزعجاً من عند الرسّام وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثريٌ جداً يكتنز الأموال ولكنّه بخيلٌ جداً، ولا يساعد الفقراء، فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه.
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحدٌ من أبناء القرية اهتمامًا ..
ثم مات وحيدًا !!
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا وكذلك الخباز الشهم صار لا يمنح الفقراء خبزاً مجانياً برغم توافدهم عليه ورجاءهم له
وعندما سألوهما عن سبب توقّفهما ، قالا : بأنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطينا كل شهر مبلغاً من المال لنعطي الفقراء اللحم والخبز قد مات فتوقّف ذلك بسبب موته !
إنتهت الحكاية! وبدأت حكايتنا!
فقد يسيء بعض الناس بك الظن ،، وقد يظنّ آخرون أنك أطهر من ماء الغمام ،، ولن ينفعك هؤلاء ،، ولن يضرك أولئك فالمهم حقيقتك وكنهك. والأهم من كل شيء هو ما يعلمه الله عنك!
فلا تحكم على أحد ظاهرياً ، فقد يكون في حياته أمور لو علمتها لتغيّر حكمك عليه ..
وليس المطلوب منّا إصدار مواقف عن الأشخاص وتوزيع صكوك الغفران أو أوسمة الفخر أو مشاجب السخط فهذا لم يُطلب منا!
ولنعامل الناس بقاعدة ( هلا شققت عن قلبه )! ولنحب الجميع ولنزرع السعادة ولننثر الورود فأينما نبتّ فأزهر!
*منقول بتصرف
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام