أمرُّ منذ أكثر من عشرين سنة بمدارس الظهران وألاحظ أن هذه المدارس ليست كغيرها!
إنضممت مؤخراً لعدة إجتماعات مع إدارة المدارس لمناقشة مناشط تطوعية وخيرية ومجتمعية متنوعة تزمع هذه المدارس لتفعيلها. كذلك، إنخرطت مع طاقم الإسناد في ورشة عن العمل الخيري.
وللحقيقة، فأني تفاجأت وبشكل كبير بهذه المدارس ذات المستوى الغير تقليدي.
فعند مناقشة الطاقم التعليمي، يتم توجيه أسئلة غاية في الاحترافية والمهنية. وعندما أجتمع بطاقم الإسناد، فالأمر أكثر تحديا مما يستوجب مني جهوداً مضاعفة للاستجابة لهذا المستوى المعرفي الرفيع والنادر.
ظللت أتساءل، مالذي يجعل هذه المدارس ذات الأربعين ربيعا تتسيّد القمم وتتربع على عرشها.
وكي أتمكن من إجابة هذا السؤال الكبير، إليكم أيها القرّاء الأعزاء قائمة ببعض مما تقوم به هذه الأيقونة التعليمية والتي يعمل بها قرابة ٤٠٠ شخص من الطاقم التعليمي والمساند كخلايا النحل لخدمة ألفي طالب وطالبة. ولعلي هنا اركز على الجوانب الخيرية والتطوعية فالجوانب التعليمية أكبر من أن تحصى في هذه العجالة :
– يتم رسم خطة الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع للطلبة بمرحلة الثالث الابتدائي وتتم متابعتها بعناية حتى التخرج من الثالث الثانوي!
– يتم إختيار مجموعة متفوقة بالعمل الخيري للقيام بعمل تطوعي لخدمة المجتمعات الدولية أثناء الإجازة الربيعية.
– يتم تطوير الحس التطوعي لدى الفتيات وذلك بالقيام برحلات مطولة لأنجاز مشاريع خيرية داخل المملكة.
– القيام بمهرجان الأرقام القياسية على غرار موسوعة جينيس
– تولي سباق الجري الخيري السنوي وذلك لصالح الجمعيات الخيرية
– تطوير مبادرة ( أسبوع بلا جدران ) وهي مبادرة متاحة لجميع الطلبة للقيام بعمل إنساني لصالح البشرية.
– تكوين مجاميع إثرائية صديقة للمجتمع مثل أصدقاء اليتيم والمعاق والمكتبات والمرضى وهكذا.
– تعاون الطالبات وأمهاتهم لتكوين مجاميع توعية مجتمعية داخل الأسر المحتاجة لتعزيز الصحة والقيم والاقتصاد وغيرها.
– تقديم دروس مجانية للأيتام في عطل نهايات الأسبوع.
– تفعيل فكرة النوادي الصيفية ومناشط ما بعد الدوام المدرسي وذلك للوصول لهدف المجتمع المعرفي.
– توجد في مدارس الظهران العشرات من الأندية العلمية والرياضية والاجتماعية والتطوعية بشكل يفوق حتى الأندية الجامعية!
– يقوم الطلبة بتعليم الايتام المهارات الحياتية كالسباحة والرماية وغيرها.
– تقديم الحقيبة المدرسية المتكاملة لجمعية الايتام.
– إعطاء هدايا العيدين للأسر المحتاجة.
– دمج امهات وآباء الطلبة والطالبات في مناشط المسؤولية المجتمعية
– يتم ترجمة الكثير من الكتب التربوية وآخر الإصدارات العالمية من خلال دار الكتاب التربوي التابعة للمدارس والتي يعمل بها عشرون موظفاً في ظاهرة قلما نجدها الا في دور النشر العالمية!
– تزويد مكتبات المدارس الحكومية بآخر وأحدث الكتب العلمية والتربوية.
– تطوع الخريجين للقيام ببعض المحاضرات للطلبة في شتى التخصصات.
– إدماج الآباء والامهات في جميع المناشط اللاصفية.
– الانخراط في الأندية المهنية كتصنيع الروبوتات وغيرها.
– تدريب الطلبة على القيام بالمناشط المسرحية والتي تعتبر الأجود من نوعها في المنطقة.
– المشاركة مع منظمة الامم المتحدة في الموتمرات الطلابية.
– المشاركة في المسابقات الدولية الخاصة بالإبداع.
وللعلم، فمدارس الظهران لا تنتهي العلاقة بها عند التخرج بل تستمر مدى الحياة من خلال مصفوفة تواصل وتفاعل مع الخريجين لم أَجِد لها مثالاً آخراً!
وللعلم، فأن الكثير من ذوي المناصب العليا في البلد هم نتاج هذه المدارس. ولو إستقبلت من أمري ما أستدبرت، لم أختر غيرها كمحضن تربوي ومعرفي.
كما أن مدارس الظهران هي المرشح الأوفر حظاً ل ( موهبة ) في الجامعات العالمية!
ألا تتفقون معي أيها السيدات والسادة بأن مدارس الظهران ليست مجرد مدارس؟!
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام