في ليلة شاتية من شهر ديسمبر لعام 2009 وردني إتصال من المفضال عبدالله الفوزان يسألني عن إمكانية إنشاء بنك طعام في السعودية فسألته ماذا تقصد ببنك الطعام؟ فذكر لي حرصه الشديد على حفظ النعمة المهدرة وإنزعاجه من ثقافة الإسراف السائدة. بدأ مشوار البحث منذ تلك اللحظة الأثيرة والآسرة. وأثناء بحثي، نما إلى علمي أن المكرم عبداللطيف الراجحي مع الشيخ عادل المحيسن قد بدءآ الخطوات الأولى لجهد مشابه فكان القرار بتوحيد الجهود منذ الوهلة الأولى حيث ذهبنا لزيارة بنك الطعام المصري للتعلم منهم ونقل التجربة الرائعة. ولما نضجت الفكرة وحانت الفرصة تم تكوين اللجنة التأسيسية لإطعام من رجال أعمال شباب همهم خدمة وطنهم وتطوير العمل الخيري ببلدهم. وحيث أن لكل مهمة فارس ملهم يقوم بإدارة دفتها ووضع تفاصيل عملها اليومي (وما أكثرها وتشعبها من تفاصيل!)، فقد وقع الإختيار على معالي الأخ حمد الضويلع لتولي الأمانة. ومن الأمور التي حفرت في ذاكرتي ولن أنساها أني لما إتصلت بمعالي الأخ حمد لعرض المهمة، لم يتوان للحظة ولم يتردد البتة فكان جوابه مباشرة أن توكلنا على الله وبدأ بإدارة سفينة إطعام فورا وبشكل لافت ومبهر. هذه الخلطة المتميزة منذ البدايات ما كانت لتكون لولا فضل المولى جل شأنه ثم تحلّق رجال أعمال يافعين لنيل الأجر من رب الأرباب ولخدمة مجتمعهم لتدوم النعماء ولتعم الآلاء إذ أن الإسراف إيذان بزوال النعم وتبدلها لنقم. وها نحن نشهد ميلاد إطعام بكل جزء من وطننا الغالي وتطورها وتسيّدها على عرش الإحتراف الخيري ضمن ملحمة أخّاذة أضحت أيقونة للتسابق الخيري. ولعلي أسرّ لكم بسرّ مفاده أن هدف إطعام ليس جمع الطعام الفائض وتوزيعه على المحتاجين وإنما منع فيض هذا الطعام عبر رفع ثقافة المجتمع بحفظ النعم.
وأخيرا وليس آخرا، فأن نجاح إطعام مرهون بعدم إستمرارها لسنين كثيرة، وإنما النجاح الحقيقي أن يتم زرع إطعام في كل بيت وحينها سنقول لإطعام شكرا فقد كفّيتم ووفّيتم وآن الآوان أن تنتهي هذه الجمعية ليتم تأسيس عمل إحترافي آخر على نفس المنهاج وبنفس الحماسة لإنقاذ العملية الخيرية المتقادمة والتقليدية والرتيبة!
مشروع إطعام ..عمل متقن و مدروس .. يستحق الاشاده وندعو إلى استمراره وتكرار التجربة في عموم الدول الاسلاميه
جزاك الله خير الجزاء اخوي الغالي ووفقك لما يحبه الله ويرضاه ولخدمة أهلكم وناسكم الفقيرة والمحتاجين خالص التحية والاحترام لشخصك الكريم ✔