يوجد في العالم ٣،٦٠٠،٠٠٠ ( ثلاثة مليون وستمائة ألف ) مسجد يقع أكثر من ثلثيها في قارة آسيا. والعديد من هذه المساجد تم بناؤها بواسطة محسنون وحكام ووجهاء ومتبرعون آخرون. ولعلي في هذا المقال أسلٌط الضوء على نساء محسنات عبر التاريخ قمن ببناء مساجد خالدة في شتى أنحاء المعمورة وسألتقط لكم أمثلة على هذا المجهود النبيل.
فقد بنت أم البنين فاطمة الفهرية جامع القرويين بمدينة فاس المغربية في الأول من رمضان من عام ٢٤٥ للهجرة وتطوعت بنفسها لهذا العمل وظلت صائمة إلى أن انتهت أعمال البناء وصلّتْ فيه شكرا لله فقد وهبت كل ما ورثته لبناء هذا الجامع. وظل هذا الجامع العظيم ولا يزال مع جامعته الأنيقة أسطورة الزمان وأرجوزة المكان وظل أسم فاطمة الفهرية خالداً في عموم الأرجاء.
أما مسجد باب دكالة في مراكش فيحكي قصة فريدة لملحمة سطرتها السيدة مسعودة بنت أحمد الوزكيتي في عام ٩٦٥ للهجرة. فقد بنت المسجد المذكور كفارة لما ارتكبته، وذلك أنها دخلت بستانا من بساتين قصورها وهي في حال الوحم، فرأت به خوخا ورمانا فتناولتهما وأكلت منهما في نهار رمضان، ثم ندمت على ما صدر منها وفعلت أفعالا كثيرة من باب البر رجاء أن يتجاوز الله عنها، ومنها الجامع المذكور، ولازال النساء والصبيان يسجعون بقضيتها إلى الآن فيقولون: عودة أكلت رمضان بالخوخ والرمان!
أما السلطانة محرمة ابنة السلطان سليمان القانوني فقد سخّرت نفسها وجميع إمكانياتها المادية لبناء مسجداً أنيقا لا يزال قبلة سياحية ويعتبر منارة إشعاع معماري فريد.
وعثرت مصادفة وأنا أتجول في مقدونيا على أجمل مسجد زرته في حياتي الا وهو المسجد الملون في مدينة تيتوفا والبالغ من العمر ستمائة سنة. وترجع قصة بناء المسجد الى فتاتين فقيرتين نذرتا أن تبنيا مسجداً! ولم يمنعهما الفقر والفاقة من إنجاز أجمل مسجد فقد عكفتا على حياكة الصوف وممارسة أعمال مضنية حتى تجمع لديهما مبلغ من المال إستطاعتا من خلاله إكمال مشروع العمر وأي مشروع!
أما السيدة سعاد سنجقله فقد كانت تحلم ببناء مسجد يحاكي غار حراء وقامت بالتعاقد مع أمهر بيوت الخبرة الهندسية لبناء هذا المسجد الفريد والذي يقع كاملاً تحت الأرض وتم إنجاز هذه الأيقونة الهندسية البارعة التصميم والجميلة التنفيذ.
أما النساء اللاتي إعتكفن حديثا على تصميم المساجد فعددهن كثير ولعلي أذكر أشهرهنٌ زينب فاضل وزها حديد.
وإستمراراً لهذا النهج المبارك، فالمنطقة الشرقية من مملكتنا الغالية موعودة قريباً جداً إن شاءالله بجامع فريد من نوعه تصميماً وتنفيذاً وبرامجاً وتقوم عليه سيدة متميزة فكراً وعطاءاً. ولعلي أسرد لكم قصته في قادم الأيام بإذن المولى جل وعز.
إنها نون النسوة لما تضع لمساتها في بيوت الله يصبح المنتج آسراً وملهماً وأخاذاً!
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام