إليكم هذه القصة التي عرفت عنها مؤخراً. بطلة قصتنا هذه تزوجت لما كان عمرها ١٢ سنة وبطبيعة الحال لم تتمكن من إكمال دراستها في ذلك الوقت حيث كان لديها الشهادة الإبتدائية فقط!
أنجبت ابنها الاول بعمر ١٤ سنة وبعده بسنتين تقريبا انجبت ابنها الثاني وبعد ذلك بأربع سنوات ابنها الثالث ثم ابنتها الاولى .. ثم الثانية!
ورغم هذه الظروف، كانت ترغب في إكمال دراستها بشدة ولكن تم تأجيل ذلك الهدف مرغمة بسبب عظم المسؤوليات التي تحملتها حتى يكبر الأبناء .
ثم انتقلت من قريتها الى المنطقة الشرقية وعلمت حينها أن هناك فرصة لدراسة المرحلة المتوسطة في سنه واحدة فقط ( حيث كان النظام يتيح ذلك آنذاك ) ولكن مديرة المدرسة لم تقبل تسجيلها لوجود ورقة ناقصة في ملفها الدراسي وطلبت منها الذهاب والعودة بعد إحضار الورقة! أحضرت الورقة ووجدت ان التسجيل قد انتهى! فما كان ردة فعل المديرة الا انها قالت لها وبكل بساطة؛ عودي لنا في السنة القادمة!
عادت بطلتنا بعدها بسنة ووجدت ان نظام دراسة المرحلة المتوسطة في سنه واحدة قد تم إلغاؤه!
اكملت دراستها المتوسطة بنظام الإنتساب ثم بعد ذلك التحقت بالدراسة الثانوية وانتظمت في الدراسة اليومية بحلول السنة الثالثة الثانوي حتى تستطيع الحصول على نسبة تدخلها قسم الادب الانجليزي بكلية الدمام. دخلت هذا القسم بشكل غير مخطط ثم سحبت ملفها لتولي وجهها نحو جامعة الملك عبدالعزيز في مدينة جدة والتحقت بكليه الادارة والاقتصاد وإختارت تخصص إدارة أعمال (إدارة عمليات وجودة).
تخرجت بعد ذلك بفضل من الله. وقد دعمتها كذلك والدتها اطال الله عمرها وزوجها الشغوف بالعلم وكذلك الأبناء.
كانت صاحبتنا تدرس في الجامعة وابنها كذلك يدرس في جامعة البترول والآخر في جامعة الملك سعود عبر رحلة عائلية علمية آسرة وأخاذة!
لم تتوقف العجلة، فقد وضعت بطلتنا هدفاً لنفسها بنشر ثقافة التطوير المستمر وتدريب مهارات القيادة فقد حصلت على دورة أخصائي تدريب!
ثم أستمرت رحلة التطوير الذاتي كي تستطيع التأثير في محيطها وترك بصمة مميزة في مجتمعها.
سمعت خلال دراستها الكثير من الكلمات والجمل المحبطة مثل (بعد ما شاب ودوه الكتّاب) وكان السؤال اليومي المزعج الذي تواجهه هو مالذي عساك أن تفعلي بالشهادة بعد هذا العمر؟!
ولكن شعارها كان ولا يزال ( إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ فلا تقنع بما دون النجوم ).
لم تنته الرحلة بعد! فقد توجهت بطلتنا الى اليابان مؤخراً للتدرب على مهارات الجودة اليابانية بطريقة ( كايزن ) المعروفة!
إليكم معاشر القرّاء الأعزاء قائمة المهارات والمواقع التي تتسنمها هذه البطلة:
– مدربة معتمدة بتدريب المدربين
– متخصصة في التأهيل القيادي
– مدربة في فن القيادة الشاملة
– محاضرة في مهارات الإدارة
– مدربة في الذكاء العاطفي
– مستشارة في إستراتيجيات النجاح
– مدربة في التخطيط الشخصي
– مدربة في ريادة الأعمال
– مستشارة منهجية كايزن
– عضوة مؤسسة ومستشارة ومدربة في مشروع برنامج مجلس سيدات المجتمع
بالإضافة لكل ما سبق من إنجازات، أبشركم فكل أبنائها ما بين مهندس أو طبيب!
تأملت المراحل والمحطات التي خطتها هذه البطلة فوجدت فيها إصراراً فولاذياً من النوع النادر. فهي لم تتوقف عند مرحلة ما ولَم تهزها العراقيل والمثبطات بل زادتها تألقاً!
إنها دعوة للتأسي وحث الخُطى والسعي في الأرض مهما صادفتنا أشواك في الطريق ومهما أدمتنا الحياة بمنعرجاتها اللاهبة وشعارنا في ذلك ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فأمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ).
هل عرفتم بطلتنا؟
إنها السيدة جوزاء البليهيد والتي عانقت الجوزاء بإنجازاتها وصبرها وإصرارها!
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام