خاطرة اليوم: السجود الأخير
٢٨ رمضان ١٤٣٨
٢٣ يونيو ٢٠١٧
بقلم/ أحمد صالح الرماح
بنى القائد المغوار نور الدين زنكي عام 568هـ/ 1172م جامعاً متميزاً هو الثاني في مدينة الموصل بعد الجامع الأموي. وتمت تسميته بالجامع النوري والذي تبلغ مساحته قرابة الستة الآف متر مربع وترتفع مئذنته ٥٥ متراً في السماء. ولأن هذه المئذنة أخذت بالميلان منذ ذلك الحين، فقد اطلق عليها لقب الحدباء، هذا اللقب الذي اصبح عنوانا لمدينة الموصل عبر العصور.
وقيل عن المنارة إنها حصلت على لقب “الحدباء” عندما زارها الرحالة بن بطوطة في القرن الـ14 الميلادي ولاحظ انحناءها.
صمدت هذه المنارة أمام المغول ومختلف الهجمات الشرسة والعاتية ولمدة ٩ قرون واليوم هدمها مغول العصر!
لن تكون المنارة عندنا أغلى من البشر الذين أهريق دمهم حولها وحول العراق والذي أضحى عنواناً لقصة حزينة بائسة، فزوال الكعبة عند الله اهون من اراقة دم مسلم.
نزلت منارتنا الحبيبة من علياءها شامخة تشكو ربها ظلم مَن تعدوا عليها عبر الأحقاب.
إنها السنون العجاف التي يصبح الحليم فيها حيران!
بل إنه المشهد السريالي المتشظي في الآفاق والذي يحكي قصة أسيفة وبعزف جنائزي كئيب!
إنه آخر أنينها لرب الأرباب ومسبب الأسباب!
بل إنه السجود الأخير.
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام