خاطرة اليوم: شفشاون…. الإنطلاقة والملاذ
١٨ شوال ١٤٣٨، ١٢ يوليو ٢٠١٧
بقلم/ أحمد بن صالح الرماح
( تم كتابة الخاطرة في الماتا، كازاخستان)
شفشاون مدينة حالمة تتربع جبال الريف المغربي وعلى مرمى حجر من طنجة.
مدينة فيها من الطموح ما هو أسطوري فقد كانت احدى نقاط ارتكاز جيوش الفاتحين الذين نشرو الحضارة في الأندلس المفقود ذلك العقد الفريد والزبرجد السليب!
ولها أيضاً من الحزن نصيب ومن النياحة نحيب! فهي المدينة التي آوت فلول المسلمين الهائمين بعد مصرع غرناطة التي سُلبت زهّوها بعد معراج سمو ينيف الستة قرون!
تمّ تأسيس مدينتنا عام 1471م بناءً على أوامر شخص اسمّه علي بن راشد لتكون قلعة حامية وحصن
للبيضة الوليدة.
هذه المدينة الجبلية التي يعني اسمها “القرنين” بالأمازيغية، تضاريسها صعبة وانحداراتها مفاجئة وأوديتها منخفضة وهي تفرض نوعًا خاصًا من السياحة، فيها المغامرة والبحث عن الجديد واكتشاف اللحظات الجميلة بصمت وجلال.
إنها المدينة الزرقاء التي يتم إعادة طلاؤها كل عام في حراك بهجة وسعادة لتعانق زرقتها السماء والبحر! أما مشهد النسوة اللاتي تعاهدن طلاء المساجد فهو بحق لوحة فسيفسائية وبانورامية تخبرنا بأن الدنيا لا زالت جميلة وبخير!
وللمدينة جانب تسيُّدٍ مثير، فهي تحتضن أقدم مسجد في قارة أفريقيا ذلك المسجد الأعظم ذو الصومعة المثمنة والذي كان مصدر فخر الدولة الراشدية! يا له من شذىً فوّاح وعبير أخّاذ!
إنه الإسلام، دين الجمال والسعادة والرُقي والتسامح والتعايش ورسم البسمة وبعث الروح الإيجابية وتحسين نقوش الحياة لتكون حلوة وآسرة وملهمة، فالله جميل يحب الجمال.
آه……
نسيت أن أخبركم أن شفشاون تم إختيارها لتكون سادس أجمل مدينة في هذا العالم المليء بالإثارة والأضداد!
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام