عائشة الشبيلي ليست مجرد امرأة!
بقلم/ أحمد صالح الرماح
تعرفت مؤخراً عبر وسيط على قصة امرأة ذات ٥٠ ربيعا فاكتشفت العجب العجاب بهذه القصة الآسرة!
بطلتنا من جيزان وذات قصة ملهمة. فقد انفصل والداها لما كان عمرها ٣ سنوات وكانت وسط عائلة كبيرة فتعددت عليها المشاكل وتوالت عليها المصائب منذ نعومة أظفارها.
بدأت عملها الحرفي منذ ذلك الحين! فقد كانت تنسج البطانيات العسكرية لتصنع منها مراتب لما كان عمرها ٦ سنوات وتجرعت مرارات يضيق المجال بذكرها. تم تزويجها لما كان عمرها ٨ سنوات ( نعم ٨ سنوات ) وأنجبت من هذه الزيجة ٣ أطفال وكانت حياة قاسية للغاية انتهت بالانفصال المرير في عمر ١٥ سنة!
لم تستلم للظروف وإنما بدأت بأعمال النجارة وبقية الحرف الخشبية وكانت تقوم بتحويل الخشب الذي يتجمع لديها إلى صناديق وقطع أثاث. وكم لاقت من استهجان المجتمع لها بأن هذه المهنة لا يجيدها إلا الرجال . استمرت في مسلسل التحدي وقامت بتدريب ٤٥ فتاة من الأسر الفقيرة على الأعمال المهنية والحرفية وقامت بتأسيس معارض لهن!
تزوجت مرة أخرى وعمرها ٢٢ سنة من رجل فاضل أعاد لها كرامتها وعوضها عن ما فات من آلام غائرة وأنجبت منه ٦ أبناء وبنات ولها من الأحفاد الآن ١٤ حفيد وحفيدة.
قامت بعد ذلك بتأسيس مركز لدعم النساء متخصص بالتدريب المهني واستفادت من هذا المركز المئات من بنات الوطن حتى تم سحب الرخصة من بطلتنا بحجة عدم حصولها على الشهادات المصرح به!
اضطرت بعد ذلك لبيع ذهبها وكل ما لديها من أملاك بسيطة لدعم الأسر المنتجة وقامت بتأسيس كيان أكبر من السابق!
ثم بدأت الأعمال والجوائز الدولية تنهال عليها من الشرق والغرب!
طموحها الآن يتسع بحجم رقعة الوطن وتتمنى خدمة الأسر المنتجة في جميع ربوع المملكة عبر رحلة صبر ومصابرة عجيبة!
أودّ بنهاية المطاف أن أسر لكم بسرٍ مفاده أن بطلتنا أمية لا تقرأ ولا تكتب وقامت مؤخرا بتعليم نفسها ذاتياً في البيت هجاء الحروف. كم أتعبت من بعدك يا عائشة!
أترككم مع المقاطع التي تحكي قصتها!
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام