بلادنا مازال فيها رجال خيّرون
مواقف محمودة مشهودة …
مع القنصل السعودي في أثينا – اليونان
هذه رسالة كما وردت بنصها بعثها إلي الماز فيدا عضو المشيخة الإسلامية في البانيا بعد عودته إلى البانيا قبل يومين قادماً من المملكة العربية السعودية))
في سبتمبيرعام 1996.كنا مجموعة من طلبة العلم متجهين إلى المملكة العربية السعودية لمواصلة الدراسة في مرحلة الجامعية بعد أن قضينا 6 أشهر في بلدنا البانيا. و بعد وصولنا إلى مطار أثينا بدأنا الإجراءات لأخذ الطائرة التي سوف تقلنا إلى مدينة جدة و من ثم إلى المدينة المنورة، لكن… المسؤول اليوناني في المطار أبلغنا بأن تأشيرتنا لدخول المملكة منتهية الصلاحية منذ أسبوع. لقد صدمنا!
و ما العمل الان؟
قال :سوف تعودون إلى البانيا من جديد.
كانت التاشيرة ستة أشهر و المدة تحسب حسب التقويم القمري مما يعني أنه ينقص يوم واحد في كل شهر، أما نحن بقد كنا نحسبها حسب التقويم الميلادي.
عودتنا إلى البانيا كان ستكلفنا الكثير حيث كان لا يوجد في عاصمتنا سفارة سعودية في ذلك الوقت. بعد مناقشة الوضع اتفقنا أن نتصل بالسفارة السعودية في أثينا.
قام المسؤول اليوناني بإعطائنا رقم السفارة السعودية في اثينا
بدأنا الاتصال : السلام عليكم.
نحن مجموعة طلاب من البانيا ندرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. بعد أن قضينا ستة أشهر في إجازة في بلدنا عرفنا في أثينا أن تاشيرة دخولنا المملكة منتهية الصلاحية منذ أسبوع.
قلت لمحدثي السعودي بحكم وجودكم في اليونان أنتم تعرفون مدى كره اليونان للالبان، و زد على ذلك كوننا طلبة علم شرعي. نرجو منكم مساعدتنا”
كان المتلقي للاتصال من الجهة الأخرى القنصل السعودي و الذي أجاب:”لياخذ أحدكم جوازات السفر و ليأت إلى السفارة التي تبعد عن المطار 30 دقيقة.”
جمعنا جوازات السفر و اتجه أحدنا إلى مكتب التأشيرات للحصول على تأشيرة خروج لكن المسؤول اليوناني بمجرد أن عرف أننا البان رفض.
إتجهنا مرة ثانية إلى الاتصال بالسفارة السعودية و أخبرنا القنصل بأن السلطات اليونانية رفضت.
قال القنصل حالاً:” إنتظروني”
لقد فرحنا كثيراً و قلنا للمسؤول اليوناني : عليك أن لا تحدث أي تغيير في تذاكرنا لأءن القنصل السعودي سوف ياتي و يمدد تشيرة دخولنا السعودية في المطار…
إلى الآن لم انس ابتسامته الساخرة !!حيث قال: أنا أعمل هنا منذ 14 سنة و هذا الذي تتحدثون عنه لم يحصل ابداً ،و لن يحصل!
لا يمكن أن ياتي القنصل و يمدد تاشيرة في المطار! هذا مستحيل!”
بعد مضي نصف ساعة لاحظنا رجلاً طويل القامة، يلبس نظارة، ذا لحية قصيرة و الذي قدم بطاقة التعريف الى الشرطي و اتجه إلينا و بعد السلام قال: هل انتم الألبان؟”
كدنا نطير من الفرحة و قلنا: “نعم نحن نعم”
أخرج القنصل الأختام و بدأ يختم جوازاتنا واحداً تلو الآخر.
في هذا الوقت كان المسؤول اليوناني ينظر واضعاً رأسه على يده يكاد لا يصدق ما تراه العين!!
“شيخنا الفاضل…. كيف نجازيك على مساعدتكم لنا؟ ” قلنا للقنصل.
ابتسم القنصل و قال:”عندما تذهبون إلى مكة فادعوا الله لي هناك!”
و الله كلما ذهبت إلى مكة حاجاً او معتمراً لم انس ذلك الرجل الشهم في دعائي. حتى العمرة الاخيرة قبل ايام و التي جاءت بعد 18 سنة من الحدث، بمجرد وقوفي امام الكعبة تذكرت القنصل السعودي في مطار أثينا و دعوت له.
تحياتي و سلامي لكم من ارض البانيا
الماز فيدا
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام