موقع أحمد الرماح
  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

نحن هنا لعمارة الأرض وبناء الإنسان

  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

الرئيسية / مقالات / امرأة مع وقف التنفيذ

امرأة مع وقف التنفيذ

امرأة مع وقف التنفيذ
لـ أحمد الرماح | 30/03/2017 | مقالات | 0 تعليقات | 1٬061 مشاهدات

يقول ربنا جل شأنه في محكم التنزيل (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا). العهد كلمة شاملة ترجمها حديث رسولنا الكريم بالحديث (اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فشقَّ عليهم ،فاشقُق عليه،و من ولي من أمر أمتي شيئاً،فرفق بهم،فارفق به). العهد هو المسؤولية المجردة مهما صغرت فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته وكل محاسب عند رب الأرباب ومسبب الأسباب (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).

فبجكم العمل اليومي في المجال الخيري والإجتماعي، أتعرّض لأمثلة كثيرة من القصور والتعنت والسلطوية المقيتة التي تمارس ضد المرأة من بعض أولياء الأمور أصلحهم الله. هذا العنت اليومي عبارة عن رحلة حياة قاسية لا توفيها هذه السطور حقها ويصبح الحليم حيالها حيران. فمن أمثلة التسلط القهري منع المرأة من الزواج لأسباب واهية تتعلق بأمور ما أنزل الله بها من سلطان وأحيانا رغبة بإستغلال موارد المرأة إن كانت موظفة مما يتسبب بعنوسة مضطردة ومشاكل لا حصر لها وترهل إجتماعي منبوذ نتيجة هذا المنع القهري. ومن مظاهر القسوة التي تجرمها الشريعة هي إعضال المرأة وتعليقها بحيث تصيح مسلوبة الحقوق والإرادة وتدور في فلك مظلم وحلقات مفرغة إلى ما شاء الله. فبالرغم من توصية رب العالمين (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)، ألا أننا نجد أنفسنا يوميا أمام أمثلة تدمي القلب وتكدر الخاطر. فبعض النساء لا تستطيع العلاج ولا الدراسة ولا التقديم على وظيفة ولا السفر أحيانا لأداء واجب كموت أم أو فقدان عزيز لأن الزوج الغير المحترم يمسك بكل مستنداتها وأوراقها الثبوتية وأوراق الأبناء ويمتنع عن التطليق بحجة تأديب المرأة أو تأديب أهلها مما يشجبه الشرع شجبا كبيرا لا حدود له. إن موت الأب الحنون والأم الرؤوم يتم إستغلاله شر إستغلال من بعض أولياء الأمور الذين ينتظروا الفرصة ليتحكموا بمصائر أخواتهم مما يجعل حياتهن نكد دائم ودوامة عنيفة من الحشف وسوء الكيل.

إن زيارة واحدة للمحاكم تكفي لمعرفة مدى إستشراء هذه الآفة المقيتة والضغينة المؤلمة. فبدلا أن يكون شغل المحاكم بما يسهم بتطوير المجتمع وزيادة تلاحمه، أصبح التقاضي اليومي المتعلق بالإعضال والتعليق وسوء أداء الولاية هو السمة السائدة في كثير من الحالات مما يجهد القضاء ويذهب مجهود القضاة سدى ويصبح العمل السائد هو إطفاء سعار نيران مشتعلة بسبب البعد عن تعاليم الشريعة لبعض الأفراد الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يمارسوا أدوارا تعسفية مشمئزة تنكرها جميع الديانات والأعراف.

أما إذا رجعنا إلى هدى الرسول عليه الصلاة والسلام وممارسة الصحابة الأجلاء نجد أنفسنا أمام عمالقة في السلوك الحضاري. فقد قال عليه الصلاة والسلام عن المرأة (لا يكرمهن إلا كريم و لا يهينهن إلا لئيم) وكان يعامل أهل بيته بقمة الحضارة والرقي. بل ذهب التعامل أبعد من ذلك مع خادمه أنس بن مالك فكانت المعاملة مثال الحضارة والرقي (خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّ قَطُّ ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ ، لِمَ فَعَلْتَ كَذَا ، وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا). فما بالك إذا كان التعامل مع الأم والأخت والزوجة والبنات؟ فالأسلام دين الرحمة ودين الإنسانية والرفق. إن تصرفات بعض أولياء الأمور تعطي إنطباعا سيئا عن قيم المجتمع الأصيل التي تربينا عليها وتشربنا من ينابيعها الدافقة ومعينها الصافي بالحب والعطاء والإحساس بالآخر.

أتمنى أن يأخذ القضاء أدوارا أكبر في الحد من هذه الظاهرة المقيتة والتي باتت مستشرية لدرجة أصبحت في ظلها النساء الكريمات (حريما) لمن لا يفقه ولا يرعوي ولا يقدر التعامل الإنساني الراقي. ولعلها من نافلة القول التنوية بأن مسألة الولاية هي تكليف وليست تشريف ومن أخلّ بذلك فليتحمل الوقوف الطويل في يوم كان مقدراة خمسين ألف سنة!

0
  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب
إليكم معاشر السفراء
بروبونو

أحمد الرماح

مقالات ذات صلة

  • سيدة اللطف

    توفيت والدتي رحمها الله وهي إبنة تسع وثلاثين ربيعاً وكنت حينها إبن أربع سنين. وكانت والدتي – مثل بقية النسوة... سيدة اللطف
    اقرأ المزيد
  • أيها الطارق للخير

    أيها الطارق للخير

    أيها الطارق للخير أفل نجم من نجوم القمة مؤخراً وغادر دنيانا الفانية بعد ٨٨ سنة من العطاء المتواصل والمشوب بالألموفسحة... أيها الطارق للخير
    اقرأ المزيد
  • Hanan

    حنين ووفاء اليكم هذه القصة التي حدثت لي قبل سبع سنين ولا تزال فصولها متقدة. وأستميحكم عذراً لإختصار... Hanan
    اقرأ المزيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصويت

ما رأيك في موقعي؟

شاهد التصويت

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أحدث المقالات

  • سيدة اللطف
    8 فبراير، 2022
  • أيها الطارق للخير
    19 يناير، 2022
  • Hanan
    19 ديسمبر، 2021
  • ماذا أعمل في اليوم الوطني
    23 سبتمبر، 2021

أحدث التعليقات

  • 19 فبراير، 2018

    أحمد الرماح | أبو الأيتام

  • 18 فبراير، 2018

    عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام

  • 23 يونيو، 2017

    أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟

  • 18 مايو، 2017

    سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك

  • 20 أبريل، 2017

    عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام

الأرشيف

  • فبراير 2022
  • يناير 2022
  • ديسمبر 2021
  • سبتمبر 2021
  • يوليو 2021
  • يونيو 2021
  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • أغسطس 2019
  • مارس 2019
  • ديسمبر 2018
  • سبتمبر 2018
  • أغسطس 2018
  • يوليو 2018
  • يونيو 2018
  • مايو 2018
  • مارس 2018
  • فبراير 2018
  • يناير 2018
  • ديسمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017

تصنيفات

  • أخبار
  • مقالات

حسابي في تويتر

Tweets by al_rammah

تابعنا

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat

المقالات الأشهر

  • أبو الأيتام
    18 فبراير، 2018
  • بدايات إطعام
    31 مارس، 2017
  • ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
    31 مارس، 2017
  • أبا راشد قد أتعبت من بعدك
    17 مايو، 2017

نبذة عني

بدأت العمل الخيري لما كنت في العاشرة من عمري حيث كنت أخدم أرامل الحي. أسعى من خلال عملي الخيري لعمارة الأرض وبناء الإنسان والإستفادة من القواسم المشتركة بين البشر. تركيزي الحالي على بناء الطاقات وإستدامة العمل. أملي أن يعم السلام والوئام ربوع المعمورة.

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat
جميع الحقوق محفوظة @ 2017 - 1438

  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب