موقع أحمد الرماح
  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

نحن هنا لعمارة الأرض وبناء الإنسان

  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

الرئيسية / مقالات / هل من سبيل لدرّة عمر؟

هل من سبيل لدرّة عمر؟

هل من سبيل لدرّة عمر؟
أحمد الرماح لـ أحمد الرماح | 31/03/2017 | مقالات | 0 تعليقات | 860 مشاهدات

أتاني شاب في مقتبل العمر وجسمه مفتول العضلات ولا ينقصه شيء ليكون قائدا عظيما يشار له بالبنان وقال لي أنه فقير محتاج للمصروف. ولمّا تحمست معه وعرضت عليه وظائف هنا وهناك وفرص عمل شريف بدأ (يتعلّث) ويبدي شتى أنواع الأعذار ليتملص من هذه المسؤولية الكريهة فهو يريد مصروفا شهريا فحسب وبدون نصائح وتوجيهات وبغض النظر عن كرامة النفس وراحة الخاطر. أواجه يوميا مثل هذه الحالات وبصورة مقلقة تجعلني حيران وأتساءل: لماذا تغيّر المجتمع؟ ولماذا أصبحت عادة مد اليد مستساغة بعد أن كانت جنحة مجتمعية؟ فالفقر ليس عيبا ولكن الإستسلام له وإستسهال مد اليد هو العيب المشين فقد قال رسولنا الكريم (لا يزال العبد يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم) وفال عليه الصلاة والسلام (لأن يأخذ أحدكم أحبُلةُ ثم يأتي الجبل ، فيأتي يحُزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجههُ، خير له من أن يسأل الناس، اعطوه أو منعوه)، فمن يمد يده مرّة سيمدها مرّات ومن يفقد ماء الوجه فمن أين له بماء الكرامة والعز والسؤدد؟
في معرض حديثي هذا، سأتطرق لفئة من الشرائح التي تستطيع كسر آفة الفقر بعد التوكل على الله بطرق كثيرة ومتعددة وبمساعدة الحكومة والمجتمع إذ أن كل السبل متوفرة لتحقيق عيش مناسب وحياة مكتفية. ولكن (ولأسباب كثيرة) تستمر هذه الشرائح بالنزول لقاع الفقر المؤلم. وللأسف تتميز الشرائح المعنية بالصفات التالية:
• الكسل والخمول
• السلبية المطلقة
• عدم تقبل النصح والإرشاد
• سوء تدبير الحياة
• عدم وضوح الأولويات
يجمع هذه النقاط ويتربع على عرشها رأس الثالوث البغيض “الجهل”. فالجهل هو أساس المشكلة وأُس كل بلوى ويمثل سوسة تنخر بالمجتمع المتماسك.
وربما نساهم (من حيث لا ندري) بتعزيز ثقافة الفقر وتسارع وتيرة الترهل في المجتمع من خلال أعمال تقليدية نقوم بها قاصدين وجه الله ولكن دون أن نبذل الوسع والطاقة في التحري والتقييم وإستشارة أهل الرأي الحصيف. ومن أمثلة هذه التصرفات التي يجب الإبتعاد عنها ما يلي:
• إعطاء المال النقدي للمحتاجين
• مساعدة المتسولين في الشوارع (والذين أغلبهم بلا شك عبارة عن شبكات متناهية بالترتيب والتنسيق تستغل طيبة المجتمع)
• ثقافة صرف المعونات بطريقة عشوائية دون بذل الجهد لإعطائها لمستحقيها المتعففين الحقيقيين والذين هم بحاجة فطرية.
• تكدس توزيع المساعدات في موسم واحد وعدم تخطيطها لبقية العام مما يولد (التخمة) لدى الفقراء في هذا الموسم.
• الحرص على تنمية البطن والجسد على حساب الفكر والعلم
ألا ترون أن من تتصدقون عليهم هم أنفسهم من كان أباؤكم يتصدقون عليهم وأخشى أن يكون أبناؤكم هم من ستصدقون على أبنائهم في المستقبل. إننا في هذه الحالة نساهم في إستدامة الفقر عوضا عن إستدامة الكرامة والعمل. ألا يسأل من يدعي الفقر نفسه إلى أين وحتى متى؟ وأود التكرار هنا أن هذا المقال خاص بأولئك القادرين على العمل ويأبون إلا الهوان. أما ذوي الظروف الصعبة من مرض وإعاقة وغيرها فلا حرج عليهم ونسأل الله لهم العون والسداد.
نحن في عالم أصبح من النادر العثور على المتعفف الحقيقي بسبب تغطية شرائح معينة على المشهد العام وعدم إتاحة الفرصة للمتبرعين لرؤية غيرهم من أهل العفاف والتقوى.

ولعلّي أختم بقصة عمر الفاروق صاحب الدرّة. فقد روي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رأى ثلاثة نفر في المسجد منقطعين للعبادة فسأل أحدهم من أين تأكل؟ فقال: أنا عبد الله، وهو يأتيني برزقي كيف شاء، فتركه ومضى إلى الثاني فسأله مثل ذلك فأخبره أن له أخا يحتطب في الجبل فيبيع ما يحتطبه فيأكل منه ويأتيه بكفايته، فقال له: أخوك أعبد منك ثم أتى الثالث فسأله فقال له: إن الناس يروني فيأتوني بكفايتي فضربه بالدرة وقال له اخرج إلى السوق. أيها السيدات والسادة يا أصحاب البر والتبرعات: أعتقد آن الأوان لتفعيل درّة عمر وبحزم شديد على أولئك القادرين والذين يأبون إلا أن يكونو عالة على مجتمعهم. أدام الله عليكم لباس البر والتقوى،،،

0
  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب
هذا يومه
ماما: المعلمة تغششني!
أحمد الرماح

أحمد الرماح

مقالات ذات صلة

  • مالي…مملكة الذهب والمساجد

    حكايتنا اليوم عن مسجد ليس ككل المساجد. أنه أيقونة معمارية مبنية من الطين ويعتبر أكبر صرحطيني في العالم. وقبل الولوج في... مالي…مملكة الذهب والمساجد
    اقرأ المزيد
  • كن جميلاً ترى الوجود جميلا

    اليكم هذه الإقتباسة: ” لم أعثر على فأسي ، فإشتبَهت بأن ابن جاري قد سرَقه مني ، فشرعت بمراقبته. فكانت مشيته ،... كن جميلاً ترى الوجود جميلا
    اقرأ المزيد
  • العطاء

    خاطرة اليوم: هل رأيتم غابة طردت عصافيرها من أجوائها… و أمرت الحيوانات فيها بالجلاء؟؟؟ هل رأيتم بحرا لفظ أسماكه... العطاء
    اقرأ المزيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصويت

ما رأيك في موقعي؟

شاهد التصويت

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أحدث المقالات

  • مالي…مملكة الذهب والمساجد
    21 يناير، 2021
  • كن جميلاً ترى الوجود جميلا
    20 ديسمبر، 2020
  • العطاء
    3 أكتوبر، 2020
  • فضيلة الإنصات وخطيئة الإستعلاء
    27 أغسطس، 2019

أحدث التعليقات

  • 19 فبراير، 2018

    أحمد الرماح | أبو الأيتام

  • 18 فبراير، 2018

    عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام

  • 23 يونيو، 2017

    أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟

  • 18 مايو، 2017

    سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك

  • 20 أبريل، 2017

    عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام

الأرشيف

  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • أغسطس 2019
  • مارس 2019
  • ديسمبر 2018
  • سبتمبر 2018
  • أغسطس 2018
  • يوليو 2018
  • يونيو 2018
  • مايو 2018
  • مارس 2018
  • فبراير 2018
  • يناير 2018
  • ديسمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017

تصنيفات

  • أخبار
  • مقالات

حسابي في تويتر

Tweets by al_rammah

تابعنا

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat

المقالات الأشهر

  • أبو الأيتام
    18 فبراير، 2018
  • بدايات إطعام
    31 مارس، 2017
  • ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
    31 مارس، 2017
  • أبا راشد قد أتعبت من بعدك
    17 مايو، 2017

نبذة عني

بدأت العمل الخيري لما كنت في العاشرة من عمري حيث كنت أخدم أرامل الحي. أسعى من خلال عملي الخيري لعمارة الأرض وبناء الإنسان والإستفادة من القواسم المشتركة بين البشر. تركيزي الحالي على بناء الطاقات وإستدامة العمل. أملي أن يعم السلام والوئام ربوع المعمورة.

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat
جميع الحقوق محفوظة @ 2017 - 1438
بتقنية مهارتي | ووردبريس

  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب