بروبونو Pro Bono كلمة من أصل لاتيني وتعني الأعمال التطوعية المتخصصة. فمثلا، يقوم المحامي بتوفير عدد من الساعات للترافع الخيري للمحتاجين ويقوم المعماري بتقديم خدمات هندسية مجانية للمجتمع. كما يمكن أن يقوم الطبيب بعلاج إسبوعي أو شهري مجانا للقرى النائية أو البيوت الفقيرة وهكذا كل في حقله وبمجال إختصاصه. فنحن نعيش ونرفل، ولله الحمد والمنة، في ظل مجتمع متماسك يعشق الأعمال الخيرية بفطرته السليمة ومتأصله في ذاته السوية حيث يحرص عليها ويبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاد اﻵخرين . وقد يتباين حب العمل الخيري المتأصل في النفس البشرية أصلا تبعا للظروف المحيطة به وقد يكون هذا شيء صحي حيث تتظافر الجهود أوقات اﻷزمات.
نسعى في هذا السياق لترتيب أبجديات العمل الخيري والمسؤولية المجتمعية ونسبر أولوياتها كي نخدم المجتمع بالوسيلة الأمثل والطريقة الأفضل بدلا من التشتت الذي يضرب أطنابه بكل ما يمس الأعمال الخيرية.
فقد لفت نظري عند حضوري لإجتماعات تقنية بحتة في اليابان لا علاقة بها بالأعمال الخيرية أو بالمسؤولية الإجتماعية أن أول الجمل التي تقال عند عرض (بروفايل) أي شركة هي مساهماتها في الأعمال المجتمعية وخدمة البشرية. فقد كنت أسألهم وألّحُ بالسؤال عن ما علاقة ذلك بإجتماعنا التقني فيأتيني الجواب أن هذه الأعمال أهم من التقنيات التي تنتجها الشركة! وعند سؤالي للكثير من الموظفين في العالم المتقدم عن خطط ما بعد التقاعد، فيأتيني الجواب مباشرة ودون أدنى تردد وكأن الأمر محسوم أصلا، أن الهدف القادم هو الأعمال الخيرية لخدمة البشرية!
وفي هذا السياق، فقد خطت شركات رائدة ذات الخطى وأكثر وأنتجت منتجات إبداعية لخدمة المجتمع وعلى رأسها شركة أرامكو السعودية التي أبدعت في ترتيب العمل المجتمعي ورفعت من قدرات وطاقات العاملين بهذا الحقل.
أدعو الشركات التي تستفيد من المجتمع عبر تسويق منتجاتها برد جزء من الجميل لهذا المجتمع الذي ينتظر منها الكثير من الأعمال الخيرية الإبداعية الغير المسبوقة. فكما تحرص هذه الشركات أن تكون دوما في الريادة وأن تطبق أرقى المعايير لتبقى في المقدمة، نطلب منها أن تُفيد المجتمع ببعض من هذه الإبداعات لتطوير الأعمال الخيرية والتطوعية. بإمكان الشركات تخصيص يوما واحدا في السنة لموظفيها للقيام بأعمال (بروبونو) أو توجيههم لمبادرات مجتمعية مثل التبرع الجماعي بالدم أو المشاركة بتوفير وسائل التعلم الرقمي للأسر المعوزة أو ما شابه ذلك من مئات المبادرات التي تخدم الناس مع التشديد أن تكون هذه المبادرات خارج الصندوق كي تتعاظم المنفعة ولا نكرر أعمال خيرية مطروقة ملّ منها المجتمع.
ولعل هذا الموضوع سيتفرع لمواضيع أخرى كثيرة وذات صلة، سيتم إقتراح مبادرات ومشاريع (بروبونو) قابلة للتطبيق الفوري ليكون عام 2015 زاهيا ومليئا بالإنجاز بإذن الله.
ليكن شعارنا بذلك (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ). فلتبدأ مسابقة (وسارعوا) بدءاً من العام الجديد وسنرى الفرق الذي وعدنا به المولى جل شأنه. دامت أعمالكم وإنجازاتكم ومسرّاتكم،،،
أحدث التعليقات
أحمد الرماح | أبو الأيتام
عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام
أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك
عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام