موقع أحمد الرماح
  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

نحن هنا لعمارة الأرض وبناء الإنسان

  • الرئيسية

  • مقالاتي

  • إنجازاتي

  • تواصل

الرئيسية / مقالات / أيها السائحون أخفضوا ترفكم

أيها السائحون أخفضوا ترفكم

أحمد الرماح لـ أحمد الرماح | 25/08/2017 | مقالات | 0 تعليقات | 2٬257 مشاهدات

أواجه دوما أثناء سفري للعمل وبالذات بأوقات العطل وفي الأماكن المعروفة سياحيا حول العالم مظاهر ومناظر مستفزة للغاية من بني جلدتنا. وتتعلق هذه المظاهر بالمبالغة في إظهار الترف من ملابس ومجوهرات وسيارات فارهة مشحونة جوا وحجوزات كاملة لمقاهي دون إستخدامها وتصرفات أخرى ملفتة للنظر ولا أظنها مما يبعث السعادة لدى السائح إلا إن كان يقصد الإستفزاز أو به لوثة يريد من خلالها لفت الأنظار ونسأل الله المعافاة من ذلك.

 

وعلى النقيض من ذلك، فإن أهل الثراء في العالم الغربي وبالذات أولئك الذين يتبوؤن صدر قوائم الأثرياء في العالم، لا نراهم يتصرفون كتصرفاتنا أثناء السفر. فنرى الثري منهم يلبس اللبس العادي والعملي ولا نرى مواكب السيارات الفارهة ولا أي مظهر يشير لشيء غير عادي ويستمتعون بعطلهم أيما إستمتاع دون أن يلفتوا النظر ولا يوغرو الصدور!

 

وقد كنت أسكن باريس لظروف عملي قبل 15 سنة ببيت على مقربة من شارع الشانزليزيه المعروف. وقد كان الشارع مميزا بالسائحين طيلة أيام السنة حتى جاء الصيف وأنقلبت الموازين! تغير حال المقاهي وأصبح البعض منها محجوزا بالكامل وتغير حال السيارات فأصبحت أرى سيارات فارهة وبلوحات خليجية وتغير حتى أسلوب النادلين في المقاهي فالكل يتسابق لنيل غنيمته! أما الشرطة فقد كانت مستنفرة لأن الموسم كان خصبا للسرقة والمظاهر الباذخة  لا يستطيع قليلو الإيمان ممن إمتهنوا السلب مقاومتها!

ولما بدأت بسؤال البعض عن برنامجه السياحي إكتشفت أن البرنامج عبارة غن الجلوس ليلا في ( الشانز ) فقط طوال مدة السفر! وكنت أسألهم بسذاجة بالغة عن التنوع الثقافي في الحي اللاتيني ومتاحف باريس ومكتبات نوتردام وروائع فرساي وحدائق باربيزون ومتنزهات فونتنبلو فكان الجواب الذي أتلقاه تهكميا للغاية! بإختصار كان برنامج السفر للبعض هو أن ( أرى وأُرى )!! فقررت بعد ذلك الإبتعاد عن هذه الأماكن التي كانت تسبب لي حساسية مفرطة!

أعتقد أن ثقافة السفر تحتاج لمراجعة شاملة. فالسفر يجب أن يشمل ( بالإضافة للترويح عن النفس وهذا هو الأساس ) التعرف على أماكن جديدة وثقافات أخرى وهوايات ومناشط إيجابية لا حصر لها.

وحيث أن دوام النعم بشكر الله والنعمة زوالة، فالكثير من البلدان حولنا تئن في دوامة من الألم والشقاء بشكل ملفت. وقد كانت هذه الأمم تعاني من تباهي سفهائها كما يحدث عندنا الآن.  فنظرة واحدة للدول التي حولنا تخبرنا عن مصير الأمم عندما تسود ثقافة السفاهة والتباهي والتبذير فالله لا يحب المسرفين كما أن المبذرين إخوان الشياطين.

نصيحتي لأهلي وبني جلدتي هي التواضع وعدم التباهي والإسراف و الإبتعاد عن تعمد لفت أنظار الفقراء والمعسرين. يجب أن يكون السائح منا سفيرا لبلده وأهله ودينه وأن يمثلنا خير تمثيل من دون إفراط ولا تفريط.

كما أوصي جميع المحترمين بالشد على أيدي السفهاء من الأبناء والبنات وعدم ترك حبل التباهي على الغارب فيغرق القارب! فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

وكي تكون النصائح إيجابية وعملية ويبارك الله بأموالنا وأوقاتنا وسفرنا، أنصح بتخصيص جزء من مصاريف السفر الكبيرة للأعمال الخيرية وبالذات للمساكين والفقراء في البلدان السياحية والذين ينظرون إلينا بأننا أبناء الصحابة وأحفاد الصالحين! وبهذه الحالة، نحقق أهدافا سامية وبنفس الوقت نستمتع ونرفه عن أنفسنا دون لفت نظر أو تثريب.

وأخيرا،

أيها السائحون أخفضوا ترفكم … حولنا أمم تتألم …. بل بيننا أناس تتضور!

1
  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب
خاطرة اليوم: متلازمة الغريب والغربة
مالذي تنجزه بعشرة ريال يومياً؟
أحمد الرماح

أحمد الرماح

مقالات ذات صلة

  • مالي…مملكة الذهب والمساجد

    حكايتنا اليوم عن مسجد ليس ككل المساجد. أنه أيقونة معمارية مبنية من الطين ويعتبر أكبر صرحطيني في العالم. وقبل الولوج في... مالي…مملكة الذهب والمساجد
    اقرأ المزيد
  • كن جميلاً ترى الوجود جميلا

    اليكم هذه الإقتباسة: ” لم أعثر على فأسي ، فإشتبَهت بأن ابن جاري قد سرَقه مني ، فشرعت بمراقبته. فكانت مشيته ،... كن جميلاً ترى الوجود جميلا
    اقرأ المزيد
  • العطاء

    خاطرة اليوم: هل رأيتم غابة طردت عصافيرها من أجوائها… و أمرت الحيوانات فيها بالجلاء؟؟؟ هل رأيتم بحرا لفظ أسماكه... العطاء
    اقرأ المزيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصويت

ما رأيك في موقعي؟

شاهد التصويت

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أحدث المقالات

  • مالي…مملكة الذهب والمساجد
    21 يناير، 2021
  • كن جميلاً ترى الوجود جميلا
    20 ديسمبر، 2020
  • العطاء
    3 أكتوبر، 2020
  • فضيلة الإنصات وخطيئة الإستعلاء
    27 أغسطس، 2019

أحدث التعليقات

  • 19 فبراير، 2018

    أحمد الرماح | أبو الأيتام

  • 18 فبراير، 2018

    عدنان بن محمد الفــدّا | أبو الأيتام

  • 23 يونيو، 2017

    أحمد الرماح | ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟

  • 18 مايو، 2017

    سعود العثمان | أبا راشد قد أتعبت من بعدك

  • 20 أبريل، 2017

    عبدالمنعم الدوسري | بدايات إطعام

الأرشيف

  • يناير 2021
  • ديسمبر 2020
  • أكتوبر 2020
  • أغسطس 2019
  • مارس 2019
  • ديسمبر 2018
  • سبتمبر 2018
  • أغسطس 2018
  • يوليو 2018
  • يونيو 2018
  • مايو 2018
  • مارس 2018
  • فبراير 2018
  • يناير 2018
  • ديسمبر 2017
  • أكتوبر 2017
  • سبتمبر 2017
  • أغسطس 2017
  • يوليو 2017
  • يونيو 2017
  • مايو 2017
  • أبريل 2017
  • مارس 2017

تصنيفات

  • أخبار
  • مقالات

حسابي في تويتر

Tweets by al_rammah

تابعنا

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat

المقالات الأشهر

  • أبو الأيتام
    18 فبراير، 2018
  • بدايات إطعام
    31 مارس، 2017
  • ماذا يعني التميز بالعمل الخيري؟
    31 مارس، 2017
  • أبا راشد قد أتعبت من بعدك
    17 مايو، 2017

نبذة عني

بدأت العمل الخيري لما كنت في العاشرة من عمري حيث كنت أخدم أرامل الحي. أسعى من خلال عملي الخيري لعمارة الأرض وبناء الإنسان والإستفادة من القواسم المشتركة بين البشر. تركيزي الحالي على بناء الطاقات وإستدامة العمل. أملي أن يعم السلام والوئام ربوع المعمورة.

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat
جميع الحقوق محفوظة @ 2017 - 1438
بتقنية مهارتي | ووردبريس

  • تويتر
  • فيسبوك
  • جيميل
  • واتساب